تجليات الصورة الفنية في المجموعة الشعرية "مرايا وطن": التشبيه والاستعارة اختيارا

الملخص

يتناول هذا البحث دراسة وصفية تحليلية للمجموعة الشعرية التي أصدرها اتحاد أدباء وكتّاب بابل، التي جاءت بعنوان (مرايا وطن)، وهي مجموعة شعرية اشترك في تأليفها أكثر من أربعين شاعرًا من شعراء محافظة بابل، متخذين من "الاحتجاجات التشرينية" مُنطلقاً رئيسياً لقصائدهم التي جاءت تعبيراً عن واقع المجتمع العراقي، وما يقاسيه أبناء هذا المجتمع من تقلبات وفقدان للتوازن العام في ظل انهيار أنظمة الدولة وقوانينها، فانطلقوا ناقدين تارةً وداعين الى التغيير تارةً أخرى، محاولين بعث الأمل في نفوس شباب الثورة، وإيقاظ هممهم لتحقيق ما تطمح إليه هذه النفوس من آمال عريضة وتطلعات بعيدة.

والبحث بمجمله يهدف الى تعريف القارئ بأبرز ما جاء في هذه المجموعة من نماذج شعرية متفرقةٍ حملت بين طياتها بعضاً من عناصر الصورة الفنية التي كان لها الأثر الواضح في تشكيل معالم هذه النماذج، بصفتها أداة أساسية من أدوات بناء الشعر، ومسلطاً الضوء على عنصرين مهمين من هذه العناصر الفنية هما (التشبيه والاستعارة) وتتلخص أهم النتائج التي توصل إليها البحث بما يلي:

• إن شعراء محافظة بابل كانوا متحدين قلباً وقالباً فيما يخص "التظاهرة التشرينية" وهذا ما وجدناه واضحاً في هذا الديوان، الذي جاء تعبيراً عن موقفهم الموحد في ظل الأحداث السياسية المتسارعة التي عصفت بالمجتمع العراقي الراهن.


• اتسمت الصورة الفنية التي جاء بها شعراء هذه المجموعة، بالصدق الشعوري، وعمق العاطفة، وبعدها عن الغموض؛ لأنها كانت تجسيداً لواقع المجتمع، وما آل إليه الحال في ظل غياب سلطة القانون.


• إن التشبيه كان أكثر عناصر البيان وروداً لدى شعراء هذا الديوان، ويعود السبب في ذلك الى طبيعة التشبيه وأثرهُ في إيضاح المعنى، وتقريب الصورة عبره الى ذهن المتلقي.