Paradigm Shifts in the Characteristics of the Interior Architectural Space through Technology Perspective
الشريط الجانبي للمقالة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
خضع الفضاء المعماري لعدة تحولات في خصائصه الشكلية تتناسب مع التغيرات والمتطلبات البيئية والإجتماعية والسياسية. ويظهر التغير مكانياً لدى الشعوب بتأثير الثقافات والخصائص المجتمعية المختلفة، وزمانياً عبر تعاقب العصور وما يلحق ذلك من تغير في العوامل آنفة الذكر. فكانت خصائص الفضاء الداخلي جزءا لا يتجزأ من خصائص الطرز والتوجهات المعمارية التي سادت في كل حقبة. ومما لا شك فيه أن للتكنولوجيا السائدة في كل عصر دور في تحقيق الأشكال المعمارية وبلورة الانموذج المعبّر عن خصائص العصر وفكره. وحيث أن العصر الحالي يشهد تحولا نحو تكنولوجيا الرقمنة، فبرزت من هنا مشكلة البحث في " عدم وضوح المعرفة حول مؤشرات التحول في نظم التكنولوجيا المؤثرة في خصائص الفضاء الداخلي عبر العصور، وصولا الى عصر تكنولوجيا الرقمنة. وهدف البحث الى تقصي الملامح العامة لتحولات الانموذج في الفضاءات الداخلية من منظور المنظومة التكنولوجية، مفترضا "ان للفضاء المعماري الداخلي أنموذجاَ تُعرفه خصائص مشتركة عامة تُلازم المنظومة التكنلوجية السائدة للعصر، وتتغير هذه الخصائص بتغير هذه المنظومة (او الكيان التكنولوجي)." وللوصول الى هدفه اعتمد البحث منهجاً استكشافياً للفضاء المعماري الداخلي خلال الحقب التاريخية وعبر عرض الأمثلة المعبرة عن كل حقبة. واستلزم البحث تقديم قاعدة معرفية تتضمن تعريف مفهومي كل من الفضاء الداخلي والانموذج في العمارة، ثم تحديد مؤشرات منظومة تكنولوجيا العمارة التي تقرأ في خصائص الفضاء الداخلي والمؤثرة في بلورة ملامح الانموذج، ثم تثبيت التحولات المتتابعة لأنموذج الفضاء الداخلي في العصور التاريخية المتتابعة من خلال مؤشرات نظم التكنولوجيا وصولا الى خصائص الانموذج في عصر الرقمنة.
ومن اهم النتائج التي توصل إليها البحث ان الفضاء الداخلي، ومن منظار التكنولوجيا، مر بثلاثة تحولات انموذجية رئيسة في خصائصه عبر العصور تمثلت بخصائص انموذج فضاءات ما قبل الحداثة، التي تميزت بوضوح الحدود وثقل الكتلة ومحدودية الارتباط بالخارج واعتماد مبادىء التناظر والمحورية. وخصائص انموذج فضاءات الحداثة وما بعدها، التي تميزت بوضوح الحدود مع إمكانية التمويه والتلاعب وتخفيف الثقل الكتلي لعناصر الفضاء وزيادة الانفتاح الى الخارج. والخروج عن مبادىء التناظر والمحورية الكلاسيكية. وخصائص انموذج فضاءات عصر الرقمنة التي تميزت بإمكانات إخفاء الحدود والخفة والشفافية والإنسيابية ووإلغاء الثقل الكتلي وتمفصل العناصر.