أثر الحرب الباردة في نشأة وتطور وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي آي ايه) حتى عام 1955
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
فرضت ظروف الحرب الباردة على إدارة واشنطن عام 1947 انشاء هيأة استخبارية جديدة بمستوى تحديات تلك الحرب التي بدى انها ستتجاوز استخدام الأسلحة العسكري التقليدية الى أسلحة أخرى سياسية واقتصادية وإعلامية- نفسية قائمة أساسا على قدرة الدولة استخباراتيا، الامر الذي ادركته إدارة البيت الأبيض عندما اكتشفت انها متأخرة بالحصول على المعلومات اللازمة لصقل قراراتها السياسية، كما ادركت انها عاجزة استخباريا عن مواكبة ليس الاتحاد السوفيتي فحسب، وانما حتى بريطانيا حليفتها، فصدر الامر الرئاسي بتأسيس وكالة تجاري الاستخبارات السوفيتية والبريطانية.
أسست وكالة سي آي ايه بشكل مستقل عن كل الوزارات ومرتبطة بالرئيس مباشرة، فسبب ذلك الخلافات بينها وبين الوزارات السيادية لاسيما الخارجية والدفاع مما أعاق عمل الوكالة بادئ الامر، ولم تتخلص من ذلك المعوق الا في عهد الرئيس آيزنهاور الذي امتلك خبرة إدارية واستخباراتية اهلته للتغلب على ذلك المعوق بتعيين الشقيقين دالاس في وزارة الخارجية ورئاسة الوكالة بغية التعاون بينهما.
لم يكن دور الوكالة في سياسة الرئيس ترومان مؤثرا، اذ كانت في مكانة ثانوية بعد الوزارات السيادية، بفعل ان الوكالة لم تنال ثقة الرئيس في رسم وتحديد الأسس السياسية، وانما (حسب رؤيته) هي مسؤولة عن توفير المعلومات فقط، لذلك لم تنجح الوكالة في معظم عملها باستثناء تنفيذ خطة مارشال. انعكس الحال في عهد آيزنهاور وباتت الوكالة الجهة الرئيسة في رسم وتحديد الأسس السياسية فضلا عن التنفيذ، فكان لها دورا بارزا في سياسة التحرر وصياغة اساليبها، ومن ثم تنفيذها ليتجاوز عملها البعد المعلوماتي الى ابعاد أخرى نظرية وعملية.