نظريةُ التأويل التَّقابلي مَدْخلا لمعرفة الوجود : قصة موسى مع الخَضِر مُنْطَلَقا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يقِّدم هذا المقال رؤيةً فلسفية موسَّعة لمنهجية "التأويل التقابلي" التي رسمنا معالمها في أعمالنا السابقة؛ ويستعرِض باختصار الأسسَ المعرفيةَ والمرجعية لدراسة الخطابات تقابليا، والمفاهيمَ المركزية المعتمدةَ في منظورنا التحليلي والتأويلي للخطاب؛ ولذلك فهو يمنح القارئ صورة شمولية عن مسار متكامل من التطوير والتهذيب المنهجيين، ويمنحه فرصة لتتبع تحليل تقابلي دقيق ومُعمق لآيات كريمة من سورة "الكهف".
تهدف تأويلية التقابل في مطمحها الوجودي إلى ربط الخطابات بوجودنا الكوني، وبحقيقة حضورنا في هذا العالَم، ومن ثمة فليس الغرض هو التعجب مما حدث لموسى مع الخَضِر، ومما حدث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مع المشركين، ولا من قدرات المحلِّل في تحليله للبُنى المتقابلة، وبيان العلاقات، وبناء الدلالات؛ بل تعزيز فلسفة "النظرية التقابلية" بربط الخطابات بحقيقة وجودنا، وتقوية منظورنا بالتموضع المناسب الدال على أننا معنيون بالخطاب في كل صغيرة وكبيرة، وأن المعاني التي يفضي إليها كل جهد تـأويلي، لا تكتمل إلا بتحويلها إلى فعل مؤثر في المعرفة والوجود .