الوقف وأثره في التنمية الفكرية والتعليمية: دراسة في الشريعة الإسلامية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تناول البحث بيان معنى الوقف ومشروعيته وأنواعه وأركانه وما يشترط فيه، وأهميته وآثاره الإيجابية في واقعنا المعاصر، حيث إن للوقف أهميةً كبيرة في التنمية؛ فقد شمل جوانب الحياة جميعها دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية وعسكرية، ووضَّحَ المراد بالتنمية، وهي: تعنى الفعل التطويري بأشكاله المختلفة الذي يؤدى إلى رفع مستوى المجتمع من مستوى أدنى نسبيا إلى مستوى أعلى نسبيًّا، ومن سماتها: الشمولية- والتطور –والاستمرارية -ومراعاة احتياجات الأجيال القادمة – وتلبية احتياجات الأفراد، وقد حَثَّتِ الشريعة على التنمية وعدتها واجبًا شرعيًّا؛ لأن بها تحصل الكفاية للأمة وتستغني عن غيرها.
وقد وُضِّحَ أيضًا أنَّ للوقف أثرًا في التنمية الفكرية فعن طريق الوقف بُني كثير من المساجد وأُقيمت حلقات العلم، والمدارس ودور التعليم المختلفة والمكتبات التي كان لها أبرز الأثر في نشر العلم الصحيح والثقافة ومحاربة الجهل والبدع والأفكار الدخيلة على المجتمع، وصُرِفَ عليها من ريع الوقف بما يضمن استمرارها في أداء غرضها الذي أُقيمت من أجله وتنميتها، ولعب الوقف دورًا ملموسًا في الاجتهاد والتجديد واستقلال العلماء وصدعهم بالحق، وساهم في بناء الحضارة وتطورها، حيث اتصل بها اتصالًا مباشرًا فأثر فيها وتأثر بها، وتناولت الأسباب التي كانت وراء تراجع دور الوقف في عصرنا الحاضر ومنها: عدم الخبرة في تنمية أموال الوقف، وغياب دور الأمانة، وضعف الوازع الديني عند بعض الأثرياء، وعدم الاهتمام بالمصلحة العامة للمجتمع، وبالجملة فإن الوقف ساعد على التنمية والازدهار في جميع نواحي الحياة في المجتمع الإسلامي.