أثر الفعل الكلامي في إنجاز دهشة الصورة المركبة: شعر رثاء الأم والأب اختيارا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
سيدرس البحث امكانية الفعل الكلامي في إنجاز الصورة الفنية المركبة؛ بوصفه الأس المكون لتركيبها السياقي ؛و إن الدهشة تحضر في الصور المركبة بسبب التحويل الدلالي الذي يحدثه تراسل الحواس في بنية الفعل الكلامي ؛وهذا التحويل يتحدد في انتقال الدلالات من الحقيقة الى المجاز ؛فيصبح الفعل الكلامي في تعبير فني تتنامى فيه اللغة الشعرية؛ فتحقق الغرابة في تشكيل الصورة لأن تغيير السياق بوساطة تراسل الحواس يسهم في إيحائية المعنى؛ الأمر الذي يؤدي إلى انبثاق قيم جمالية في اللغة الشعرية تمثل بكسر رتابة سياقها الأسلوبي واقتراب صورها الفنية من الغرابة التي تتحقق عندما تغادر الألفاظ منطقها المألوف فتثير الدهشة في نفس المتلقي؛ إذ إن التعالق الغريب الذي يصنعه تراسل الحواس بين المعطيات الحسية والذهنية تخلق لدى المتلقي التأمل فتحققت الاستجابة الوجدانية والمتعة الشعرية؛ لأن إنشاء تعالق بين اللامألوفات وإحداث انسجام بين معانيها يؤدي بالشاعر إلى استدعاء صور شعرية غرائبية التركيب مدهشة في نضوجها الإيحائي؛ فيكون الإيحاء سمة فنية لتراسل الحواس ووسيلة مميزة للتقريب بين المألوف واللامألوف في تراكيب المفردات ومعانيها؛ فبوساطته تخرج دلالة الفعل الكلامي في الخطاب الشعري عن الدلالة العادية إلى دلالة شعرية متميزة بجماليتها الفنية ؛فمحاولات الشاعر الإبداعية في تكوين السياقات التعبيرية أسهمت في تكوين واقع جديد له؛ فالبحث عن وجود آخر للكلمات هو بحد ذاته دهشة فنية؛ يلمح فيها المتلقي مؤثرات جمالية تتولد منها آفاق تواصلية ببنية النص.