علاقة أهل البيت (عليهم السلام) بالسلطة في شعر العصر العباسي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تمثل السلطة أحد أهم المؤثرات الثقافية التي تؤدي دوراً كبيراً، وفعالاً داخل بنية المجتمعات على تعدد أنواعها، سواء أكانت مدنية أم غير مدنية، فهي – أي السلطة – تجعل من الفرد منقاداً لظروفها مؤيداً لها أو رافض، داخلاً في دائرة تلك السطوة تارة، وخارجاً عنها تارة أخرى. لقد خلق الصراع في العصر العباسي أجواءً تميزت بتنوع الخلاف بدءاً من الخلاف السياسي إلى الديني، وكذلك الاجتماعي، ولتحقق هذا الصراع لا بدّ من وجود طرفين متنازعين على شيء محدد يكون في نظر أحدهما أنه حق له دون الآخر، وقد تنوعت سبل هذا الاختلاف في العصر العباسي، لكن الذي يهمنا في إطار البحث هو الصراع والخلاف بين قطبي المشهد وأبرزهم العباسيون والعلويون، الذي أخذ الصراع بينهما أشكالاً متعددة فمن الصراع الفكري إلى الصراع الديني والعسكري والسياسي، ولكون العباسيين يرون أنهم أصحاب السلطة حينها كان العلويون ينظرون إلى أنفسهم بأنهم الجانب المهمش الذي مورست بحقه شتى أنواع التهميش والإقصاء، لكنهم طالما وجدوا طريقاً يثبتون فيه أحقيتهم بالأمر دون سواهم، وكان شعراؤهم في مقدمة الذين انبروا للدفاع وإظهار حقهم بوجه الخصوم وأمام من يرى ويسمع ذلك، فكان الشعر أداتهم ووسيلتهم في الكشف عن المضمر النسقي الذي قد تغافلته السلطة بوجه الخصوص وغيرها من المخالفين بوجه العموم.