بلاغة تكاثف الجمل الشرطية المتعاقبة في القرآن الكريم

الملخص

 تكتسب هذه الدراسة قيمتها مِن كونها ترتكز على دراسة إحدى الظواهر الأسلوبية في القرآن الكريم، عبر تحليل بناء الجمل وترتيب الكلام بعضه على بعض، وفقًا للأغراض في السياقات المختلفة، وتسعى إلى الكشف عن بلاغة تعاقب أسلوب الشرط وتكاثفه في الموضع الواحد، وقد كشف استقراؤه عن تنوع سياقاته، وتعدد صور استعماله، فضلًا عن كثرة هذه الظاهرة حيث بلغت (400 موضعًا)، وبرزت من بينها ظاهرة كثافة الجمل الشرطية في مواضع عديدة، شكَّلت قرابة رُبع الشواهد، وأثارت عددًا مِن الأسئلة عن دلالات هذه الكثرة، ومواطن وقوعها في النظم الكريم، وبناءً عليه يستهدف هذا البحث الإجابة عن سؤال: ما السر في كثافة أسلوب الشرط في مواضع دون أخرى؟ وهل ترتبط بموضوعات أو سور دون غيرها؟ وأسعى إلى ذلك عبر دراسة مواضع التكاثف بعد عرض إحصاءاتها، وقد أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج، أبرزها:

• قدرة التكاثف الشرطي على استيعاب سياقات متنوعة يجمعها تشعب موضوعها وكثرة تفاصيله.


• كثافة أسلوب الشرط المتعاقب في سبع سور هي على الترتيب من الأكثر إلى الأقل: (البقرة، النساء، آل عمران، التوبة، الأحزاب، فصلت، هود)، وذلك راجع إلى الموضوعات التي عالجتها هذه السور.


• أسهم تكاثف الجمل الشرطية المتعاقبة في أداء عدد من المعاني المختلفة، كالترغيب في امتثال الأمر، وتحذير المؤمنين من موالاة الكفار، وفضح المنافقين، والنعي على منكري البعث وتهديدهم بالعذاب.