سورما خانم والبطريركية النسطورية سنوات الضياع وويلات الحرب 1883– 1918
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
رافق حضور المسيحيين النساطرة في مناطق تواجدهم في أي مكان مآس عديدة دفعتهم وخلال قرون متعاقبة لأن يصيروا شعباً يائساً من مستقبله، فقبل الحرب العالمية الأولى، كان النساطرة الجبليون مستقلين بشكل يسيرون فيه وفقا ًلنظام عشائري قبلي تحت سلطة المارشمعون (البطرير كالنسطوري)، الأب الروحي والدنيوي لهم، ويعيشون بصعوبة في حكاري العثمانية إلى أن أجبرتهم ظروف الحرب العالمية الأولى إلى الهجرة عن مناطقهم، وكان من ضمن المهاجرين سيدة محترمة أطلقت عليها الكثير من المصادر التأريخية لقب السيدة (الكلدوآشورية)، وهذه السيدة لعبت يوما ما دوراً مؤثراً في حضارة أمة، كان لها ماضيها وحضارتها وقيمها، كما وكان لها لغتها الرسمية التي يعتقدون بأنها اللغة التي تكلم بها السيد المسيح، ولها معتقدها الأيماني الخاصبها .
وعرفت هذه السيدة بإسم سورما أو سورمة، وتنتهي أصلاً إلى عائلة(بيت المارشمعون)المعروفة، والتي توارث أبناؤها الجلوس على الكرسي البطريركي الخاص بكنيسة المشرق قروناً عدّة. وبعد ذلك تكيفت هذه السيدة مع الواقع المرير الذي عاشهُ شعبها النسطوري حاملة مشعلا لتبشير الإنجيلي الأصيل، لتدافع عن حكم وتطلعات هذا الشعب المسيحي في إقامة حكم ذاتي تحت سلطة المارشمعون، فأتجهت سورما التي صارت تعرف بإسم (سورماخانم)، في مسيرة حياتها أولاً من حكاري في جنوب شرق تركيا إلى الشمال الغربي من إيران نحو أورميه، وبعد ذلك وصولها إلى العراق في مخيمات بعقوبة التي أوجدتها لهم بريطانيا.