دلالات الأشكال الآدمية المنفذة على الخزف الإغريقي

وجمالية ورمزية، كون الفن منذ العصور الأولى له وظيفة نفعية، لأنه  يلبي حاجات اجتماعية (مادية ومعنوية) فهو من جانب يمثل أداة للعيش والعمل، ومن جانب آخر يستخدم في تسجيل قصص وبطولات واساطير لأغراض ترتبط بمعتقدات تلك الشعوب، ليكشف لنا الفن عن محتواه الاجتماعي. بما يحمله من اعمال فنية مختلفة تطورت ونضجت مع مرور الزمن.

لذا سمح لنا الفن بفهم افضل، وبمعرفة أوسع عن جذور الحضارة والثقافة الإنسانية، وقد ظهرت فنون متعددة ومنها الخزف الإغريقي التي نفذة عليه موضوعات مختلفة، ومنها الأشكال الآدمية التي سخرها الفنان ليعبر عن الهته التي اوحاها بتلك الأشكل فأخذت مداليل متنوعة في تفسير مفهوم الاسطورة كمحاولة لتفسير مظاهر الحياة ولاكتشاف النفس البشرية،  لذا شكلت الأشكال الآدمية في الفنون البصرية عاملاً رئيساً لا سيما في فن الخزف الإغريقي، الذي احتل مكانة مرموقة  في مجال الفنون، إذ تحمل تلك الأشكال الأدمية مفاهيم فلسفية وتعبيرية ذات مدلول متغير بحسب فكرة ونوعية الحقبة الزمنية، حيث نفذت بشكل متناوببين الواقعي والشبحي والرمزي،لتوحي تلك الأعمال بطاقات تعبيرية تختل فبما تحمله من دلالات.

لذا يعد الخزف الإغريقي من أخصب العلوم الفنية وأكثرها دقة ، وذلك لأن الآنية الخزفية نموذج لتراث البشرية ليستوعب كل الطبقات، وبالتالي يمكن لهذا العلم أن  يقدم لنا رؤى تاريخية مباشرة في علم الفن والآثار، كما انه يطلعنا على جانب حيوي من الاستعمالات اليومية للإنسان في العهد الاغريقي بما يحمله من دلالات.لتفتح أمام الباحثين عالماً غنياً من تفسير وتأويل تلك الأشكال بما يتوافق ومعتقدات تلك الشعوب برؤية معاصرة تتفق ما طمح اليه الفنان الإغريقي.

سلطنا الضوء في هذا البحث على " دلالات الأشكال الآدمية المنفذة على الخزف الإغريقي " من خلال أربعة فصول، ناقشنا في الفصل الأول مشكلة البحث بما تحمله من دلالات للأشكال الآدمية، وكذلك الأبعاد الاجتماعية بما تحتويه هذه الأشكال.

أما أهميته، فتكمن في التعرف على  طبيعة الأشكال الآدمية المهمة في إيصال دورها المعرفي، ومن ثم رفد المختصين بالفنون البصرية وتحديداً في مجال الخزف بثراء فكري وبصري.

ويهدف البحث إلى ايضاح تلك الدلالات للأشكال الآدمية المنفذة على الخزف الإغريقي.

أما الفصل الثاني، فقد خصص للإطار النظري الذي ضم ثلاثة مباحث، كان عنوان الفصل الدلالة ومفهومها عند الفلاسفة ،يليه المبحث الأول شمل مفهوم الدلالة وكذلك اهميتها في النقد الفني متطرقاً الى الفكر الغربي من فلاسفة مروراً بمفهوم الدلالة في الفكر الحديث.

كذلك تطرق المبحث الثاني: الى بدايات ظهور الأشكال الآدمية في الخزف الإغريقي.

أما المبحث الثالث: فقد تناول فن الخزف الإغريقي موضحاً الأشكال المنفذة عليه.

ناقش الفصل الثالث: اجراءات البحث التي تم من خلالها تحديد مجتمع البحث البالغ عدده (70) عملاً خزفياً. وكذلك عينة البحث وطريقة اختيارها مع أداة تحليل عينة البحث وتحديد منهج البحث (المنهج الوصفي التحليلي)، ومن ثم تحليل عينة البحث، في حين خصص الفصل الرابع لاستعراض النتائج والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات .