خَصَائِصُ التَّفْسِيرِ الفِقْهِيِّ عِنْدَ الشَّيْخِ مُحَمَّد بَاقِر الإِيْرَوَانِيِّ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
من المشاريع التَّجديديَّة الَّتي أطلَّتْ علينا على مستوى المناهج التعليميَّة في دائرة التَّفسير الفِقْهِيّ محاولة جديدة للشَّيخ محمَّد باقر الإِيْرَوَانِيِّ تمثَّلَتْ بـمصنَّفه الموسوم بـ (دُرُوسٌ تمهيديَّة في تفسيرِ آياتِ الأَحْكامِ)، إِذْ يُعَدُّ عملًا جديدًا على غِرَارِ كتاب (وسائل الشِّيعة) للحرِّ العامليّ (ت/1104هـ) إِلَّا أَنَّهُ يختص بآيات الأحكام، فقدْ نهجَ نهجه في ذكر الأبواب، ودرجَ تحتَ كلِّبابٍ الآيات المرتبطة به، فذلك يسهِّل على الفقيه عمليَّة الاستنباط، ويساعده في تخفيف جهوده بشكل أكبر.
وتلمَّسْنَا الملامح التَّجديديَّة في المستويات الآتية: (التَّبويب, المَنْهَج, الأسلوب، والفِكْر). فعلى مستوى التَّبويبِ توزَّعَتْ أبواب الكتاب –على وَفْقِ التَّقسيم السَّائد: التَّقسيم الرُّباعي– إِلى (العبادات, العقود, الإيقاعات, والأحكام: بالمعنى الأخصّ)، ثُمَّ أضاف لها المؤلِّف عنوانات أخرى أدرجها في أبواب مختلفة.
وعلى مستوى المنهج سار على منهجيَّة خاصَّة، إذ تعرَّض لبيان آيات الأحكام مع شرحها بحسب ترتيبها الموضوعِيّ في كتب الفِقْه, مع محاولة تجزئة أبحاث الآية الواحدة تحت عنوانات متعدِّدة، وعدم جمع أبحاثها في موضعٍ واحدٍ.
وعلى مستوى الفِكْرِ امتلك المصنِّف فكرًا منيرًا، إِذْ خاضَ تجربة على صعيد تطوير المناهج الحوزيَّة بمصنَّفات أُلِّفَتْ لهذا الغرض، توخَّى فيا سُهُولَةَ العَرْض، وطَرْحَ الأساليب الجديدة في عملية الاستدلال.وعلى مستوى الأسلوبِ إنماز أسلوبه بالوضوح وسلاسة العبارة مع خلوِّها من التَّعقيد والضَّمائر المبهمة،وفَرْز المعلومات بعضها عن بعض، وذلك بالاستعانة بالتَّرقيم والتِّعداد والتَّقسيم، وهذا ما يزيد في الوضوح ويخدم الهدف التَّعليميّ للكتاب.