لهجات أعالي الفرات بين عامية القبائل العربية وتأثير اللغات السامية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
لقد بات الاهتمام بدراسة اللهجات من أولويات علم اللغة الحديث، لما يقدمه هذا المجال من إسهامات كبيرة في فهم طبيعة اللغة وتتبع مراحلها التاريخية وبيان مدى تأثير البيئة والزمن في أصواتها وصرفها وبناء الجملة فيها، وما يعكسه ذلك على المستوى الدلالي، فيسلط هذا البحث الضوء على اللهجات العربية في منطقة أعالي الفرات. التي كانت عرضة لتغيرات جيوسياسية فرضت عليها أن تكون محطة لكثير من الأمم متعددة الثقافات واللغات. أثرت وتأثرت بلغات وثقافات سكانها الأصليين، فكان من الضرورة البحث والاستقصاء حول تلك المتغيرات التي تلعب دوراً في الوقوف على تأريخ اللهجات وأصالتها السائدة في هذه المنطقة قيد الدراسة، فاستعرض البحث الطبيعة الجغرافية للمنطقة ودورها في اختلاف اللهجات من قبيلة إلى أخرى، وكذلك تم استعراض الأقوام الأجنبية التي استوطنتها وتركت رواسب لغوية على عربية هذا الجزء من الأرض بشكل مختصر، ومما لا شك فيه كان التأثير متبادلاً، كما يكشف البحث عن الكثير من الألفاظ والسمات اللغوية الأصلية في اللغة العربية حولتها محاولات سرعة إيصال الفكرة والتسهيل إلى تغيير في شكل اللفظ صوتياً وصرفياً، ومن الجدير بالذكر إن من تلك الأمم الساميين التي تشترك لغاتهم بالعربية بالكثير من السمات اللغوية الناشئة من وحدة المصدر، وهو ما ركز عليه البحث في أغلب جوانبه.