الإزاحات الفكرية في رؤية المخرج المسرحي العراقي المعاصر
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الإزاحة هي الطريقة في نقل محتويات منهج أو فكرة أو رؤية نحو آفاق جديدة من فعل أزاح- يزيح، عندما ينقل الشيء من مكان إلى آخر أو عندما يزيحه عن مكانه الأصلي، فالأمر هنا يتعلق بإزاحة التصور في الرؤى والأفكار بالإضافة إلى العناصر المسرحية، أي يصبح فعل الإزاحات الفكرية هنا تصواراً جديداً وإمكانيات جديدة، وأدوات جديدة، بحيث عندما نزيح فكرة عن مكانها الأصلي فإنها تكتسب دلالة جديدة؛ لأنها في ضيافة مكان آخر أزيحت إليه، ومن الممكن بمكان أن يكون فعل الإزاحة قد أفاد الشيء الذي أزيح إليه أو قد أضر ذلك الشيء، أي ليس دائماً أن تكون الإزاحة شيئاً فاعل، فقد تعمل الإزاحة في بعض الشيء عكسياً وهذا وارد، فالإزاحة تقتضي بعد الأدوات التي تنتمي إلى طبيعتها مثل التأويل، المجاز، أو الاستعارة، أو الرمز، بمعنى كل الأساليب اللغوية والبيانية التي تفيد الانتقال في المعنى والتصور، أي الإزاحة عن المعنى الأصلي، وإدخال معنى يختلف ووضعه بمكانه، فالإزاحة هنا تكون مشابهه لعملية التبديل والتغيير بشرط أن يكون منسجما مع المعنى المزاح.
يقع البحث في أربعة فصول، كرّس الفصل الأول منها لتحديد مشكلة البحث التي حددت بالتساؤل الآتي: ((كيف يجسد المخرج المسرحي العراقي رؤيته عبر فعل الإزاحات الفكرية في العرض المسرحي العراقي المعاصر؟)). وتضمن هذا الفصل على هدف البحث الذي سُلّط فيه الضوء على (مفهوم الإزاحات الفكرية عند المخرج المسرحي العراقي المعاصر وكيفية تطبيقها في العرض المسرحي)، وتضمن هذا البحث أيضاً على حدود زمانية شملت العروض المسرحية العراقية (1996- 1999)، ومكانياً (العراق- بغداد)، وموضوعياً كانت (دراسة مفهوم الإزاحات الفكرية من خلال رؤية المخرج العراقي المعاصر).
أما الفصل الثاني: وهو الإطار النظري للبحث فيتضمن مبحثين؛ الأول: عني بدراسة (الإزاحات الفكرية في التجارب الإخراجية العالمية)، وأما الثاني: فقد عني بدراسة (رؤية المخرج في تطبيق الإزاحات الفكرية في العرض المسرحي).
أما الفصل الثالث فقد تضمن (إجراءات البحث) المتمثلة بمجتمع البحث وعيّناته التي اختيرت بطريقة قصدية معتمدة على المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري بوصفها أداة للتحليل ضمن منهج وصفي (تحليلي) ومشاهدة العروض والصور الفوتوغرافية ليأتي بعد ذلك (تحليل العينة) التي تضمنت نموذجين تم اختيارهما قصدياً. في حين اختتم البحث بالفصل الرابع الذي تضمن النتائج ومناقشتها، ومن ثم الاستنتاجات، والتوصيات، والمقترحات، وقائمة المصادر.