جريمة بث الأخبار والإشاعات الكاذبة (دراسة مقارنة)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
الإشاعة ظاهرة اجتماعية وسيكولوجية قديمة قدم الحياة البشرية فقد عاصرت جميع الحضارات فهي وليدة مجتمعها تنمو وتزدهر مع الحاجات والدوافع البشرية وفي خضم الحياة بين جو الغموض والأهمية وعند غياب المعايير الأكيدة للصدق. تولد وهي ضئيلة في بدايتها وسرعان ما تتعاظم ناشرة سلاحها الفتاك فهي خطرة بكل أشكالها, ولما كان علم الاجتماع يرى أن البحث العلمي لا يكون منتجا إلا بوجود مشكلة وتحديد عناصرها والحلول لها, ونظرا للوضع الحالي الذي نعيشه في العراق اليوم, كان لابد من دراسة موضوع جريمة بث الأخبار والإشاعات الكاذبة وأثرها من مختلف الجوانب ومنها القانوني فهي أمضى سلاحا من أسلحة الحرب النفسية فهو سلاح يفتك بمعنويات الشعوب لما تبثه من أكاذيب وافتراءات بهدف شل الجيش والشعب عن مواجهة هذه الحرب العدوانية ولذلك كان منطقيا أن يتدخل المشرع الجزائي في المجتمع العراقي وغيره لحماية مجتمعه من اثر الأخبار والإشاعات ومحاربتها كظاهرة من الظواهر التي تشكل خطورة بالغة على أمن المجتمع وسلامته وعلى الأمن القومي ومصلحته الوطنية لذلك نجد المشرع العراقي عالج هذه الجريمة تحت عنوان الجرائم المضرة بالمصلحة العامة. لن نتعرض بطبيعة الحال لكل الجرائم وإنما سنكتفي بالتركيز على جريمة الأخبار والإشاعات الكاذبة اذ إن هذه الدراسة تهدف الى التعرف على جريمة الأخبار والإشاعات الكاذبة في قانون العقوبات العراقي, والتشريعات المقارنة الفرنسي والمصري.