تراكيبُ الخَلْقِ والتَّكوينِ في نهجِ البلاغةِ: خَلْقُ آدَمَ اختيارًا
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يشعُرُ الباحثان - بعدَ دراسةِ موضوعِ (الخلق والتكوين) - أَنَّ هذا البحثَ لم يأخذ كفايته في الدراساتِ الدلاليةِ للكشفِ عن الكثيرِ من الجوانبِ المخفيةِ للتركيبِ بعامةٍ، وللكلمةِ المفردةِ بخاصةٍ إِذ لهما من الأَثرِ الفعّال ما لهما في اسستكناهِ المعنى العميق عنِ البنيةِ السطحيةِ.
ولا جَرَم أَنَّ نهجَ البلاغةِ قد ضمَّ من النصوصِ البليغةِ العاليةِ جدًّا؛ لأَنه من حديثِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلامُ) وهو القائلُ: ((وإِنَّا لَأُمراءُ الكلامِ، وفينا تنشَّبت عروقُه، وعلينا تهدَّلت غصونُه))؛ فنهجُ البلاغةِ – إِذًا - من المروياتِ الإسلاميةِ التي لا يمكن إِغفالُها دراسةً وتحليلًا لغويًّا ودلاليًّا؛ لأَنه مصدرٌ مهمٌّ من المصادرِ الرئيسةِ الموضحةِ للنصِّ الرئيسِ (القرآن الكريم) بعد الحديثِ الشريفِ للنبيِّ محمدٍ (صلى اللهُ عليه وآلِه).
إِنَّ أَوليةَ نهجِ البلاغةِ وفصاحتَه جَعلتا من أَربابِ المعجماتِ يَفيدون منه بوصفِه مادةً لشواهدهمُ التي أَوردوها في معجماتِهم كابنِ منظور(ت/711ه) الذي اعتمد عليه في بناء أَلفاظِ اللغةِ. ويأتي مجموعُ ما استعمله بما يقرُبُ من (900) تسعمئةِ استعمالٍ يَقِلُّ أَو يَزيدُ عليه. وكذلك معجمُ الصحاحِ للجوهري (ت/ 393ه) بنسبةٍ أقلَّ مما في اللسان، فضلًا عنِ المواردِ النحويةِ لبعضٍ من نصوصِ نهجِ البلاغةِ في كتابِ الكافيةِ لابنِ الحاجبِ، والدراساتِ الحديثةِ الأَكاديميةِ، والدينيةِ اللغويةِ، والأَدبيةِ، والفلسفيةِ، والتربوية، والاقتصاديةِ، والإداريةِ، والمنطقيةِ، والعلميةِ الصِّرفةِ التي قامت على نهجِ البلاغة.