جماليات الضرائر الشعرية في شعر الفرزدق
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يدرس البحث جماليات الضرورة الشعرية في شعر الفرزدق، للكشف عما أدته من معنى فرضه السياق النفسي والاجتماعي، وكيف واجه بها النحاة متحديا ًقياسهم النحوي. وهو الشاعر الذي لم تكن تعوزه القاعدة ولا المعرفة النحوية، فقد أوتي مقدرة لغوية عالية، ومعرفة بأسرار العربية والتصرف فيها، ولكنه على فضله هذا عرف بكثرة الصيغ الغريبة في شعره ومخالفته القياس النحوي وارتكاب الضرورات. ولهذا شغل أهل زمانه بعجائب قصائده، وبغريب ألفاظه وبخروجه على قواعد اللغة مع أن شعره موضع احتجاج، لذا نقول إنه ارتكب الضرورة عامداً، ولو شاء لنحت قوله على ما يرتضيه اللغويون؛ لكن ابن تميم البار، المفتخر بها، الذائد عن صيتها له مقاصد في مخالفاته النحوية، التي ترتبط بالموقف والسياق، اللذين يسوغا للشاعر التصرف في القاعدة اللغوية وفق ماتتيحه اللغة من حرية للشاعر بوصفه أمير الكلام، فهو يتوخى تراكيب لغوية، يعجز النحو عن معرفة أسرارها. ولذا كان البحث في تأويل بعض الضرورات التي وردت في شعره عبر تلمُّس الباحثتين لأوجه تأويل الضرورة بعيداً عن القاعدة النحوية، للحفر في دلالتها النفسية.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: أن الفرزدق لم يكن دائما مضطرا عند وقوعه في الضرورة الشعرية؛ فهناك صلة وثيقة بين الدلالات النفسية والمناسبات المجتمعية لضرائر الشعر عند الفرزدق، إذ كان للبيئة والنشأة أثر واضح في مقاصد النظم لدى الفرزدق.